قصيدة ( عذاب الحب ) بقلم الشاعر : عبدالحميد منصور

عَذابُ الحبّ


هَلِ القَلْبُ قَد أضنى وَجارَ وأتْعَبا

ومَنْ كانَ غَيريْ في عَذابِكِ مُتْعَبَا

وَلا تَتْرُكيني مِنْ عَذابِكِ خاوِيَاً 

فَمَا عشْتُ في دُنياكِ إلّا مُعَذّبَا

وَلا تَتْرُكي قَلبيْ رَهينَ سُكونِهِ

فَمَا دَامَ فيهِ النّبضُ حتّى تَلَهّبَا

وَمَا حَازَ اسمَ الْقَلبِ إلّا لأنّهُ

تَعَذّبَ في جَمرِ الهوى وَتَقَلّبَا

وَكُوني كَمَا الرَّسّام يَرسُمُ لَوحَةً

وَيَنظُرُ فيها باسِمَ الثّغرِ مُعجَبَا

هَبيني مِنَ الأحزانِ مَا فَاقَ حَجمُهُ

مَواضِعَ في يَعقوبَ أقسى وَأصعَبَا

وَما الحزنُ إلّا كالسّرورِ أجَلّهُ

وأعظَمُهُ، ما كانَ أضنى وَأغرَبا

وَبَعضُ الهوى كالضّوءِ إن زادَ نَنْتَشي

وَبَعضٌ غدَا كالمُزنِ إنْ زادِ خَرّبَا 

تَعَلّمْتُ أنّ الحُزنُ يَجعَلُ مُهجَتي

تُقَدّسُ حُبَّاً شَامِلَ الكَونِ أرحَبَا 

رَواني الهَوى كُوبَين : حزنَاً وَغِبْطَةً

فَيالَكِ مِنْ حُبٍّ ، أسَرَّ وَأَتْعَبَا

أرَى حُبّكِ المَرغوبَ في كُلِّ حَالَةٍ

أحيْدُ ، وَلكِنْ لَمْ أرَ مِنْهُ مَهْرَبَا


...عبدالحميد منصور...

تم عمل هذا الموقع بواسطة