قصيدة ( أنا وأناي ) بقلم الشاعر : أنس غضباني

أنا وأناي....


السّراب الجليّ يكسي الجسد ،

وجمجمة طريّة من ماء زلال. 

آثم عند السّاقي يتوب، 

من تيهه.. 

لم يقرأ عن التوبة قطّ. 

رغباتٌ من حوضِ " مسدْ "،

وكائن وثاقه ليس كالوثاق. 

عامر خرائبه قُدّت من طوب ..

و مُحتضر مسموم ، تبرّع بأعضائه. 

أرتدي خمارا مخافة " الحسد" ..

وأرتحِلُ في الصحاري و التلال ..

بيضاءٌ عينايَ .. كفيفا كيعقوب ..

و مُنفصم لا أعلم ما حدث.

ألمحه حين أتعرّى من وجع، 

أو حين أصارع نفحاتٍ من رياح ..! 

عند إنتفاء الإثم و الثواب، 

أو حين الربُّ يكفّ عن الإبتسام.

ليت إبليس طالع نقوش الرّايات ، 

راية غرستها بين التروس و الرماح. 

ليت جبريلَ أحبّ ليليث ، 

قدّم إستقالة من عملِ الرّعاع .

أتأوّه... 

من فرارِ الأفكار ، 

يُهيّئ لي أن القدر شامتٌ... 

و الغرفة تتقوّض... 

لكنّ تهترياتي تصطدم بالخرس .

تلحقني ذنوبي كظلّ ، 

فتلزَمني كجروٍ مطيع ..

أَوَ يُرقّيني قسّ بماء مقدّس،، 

فيختلف عنّدي الإيمان؟ 

أقف أمام "التوراة" أبكي ، 

التباس حاخامٍ في أرذل العمرِ ..

أناصر الإنسانيّة مجاهرا ..

و أرفض كلّ صور الإله... 

إلهي في علاك.. 

لمحتكَ في ثدي مرضعة ،

و في رحم الفتاة البكرٍ ..

في كونٍ يزدهر بالتفاصيل ..

ليس في كتب القرآن أو الإنجيل .

فسلامي عليك يا ربّي متى كنتَ ،

و أين أنتَ و أنا عابدكُ ..

فلا رَبُّ التقطيع و التنكيل ربِّي ..

و لا بربُّ الحرية المقنّعة أؤمن .

فليعتبرني أوليَ العلم و الفتاوي... 

كافرا ، 

و ليعتبرني أهل الفكر الحر... 

لا دينيّا..

فكما صُنّفت سابقا بأنني زنديق ..

أُلجمَت أفواههم المفترية،، 

بذكرك ربّ الجمال...


...أنس غضباني....

تم عمل هذا الموقع بواسطة