مسرحية : دقائق على الهواء
( المشهد الأول )
,,,ترفع الستار,,,
الإستديو يضج بهمس الطاقم وبعض
الإبتسامات بين الزملاء يتخللها أصوات
ضحكات ناعمة وإلقاء تحية الصباح
عامل الندوة يوزع فناجين القهوة
بإبتسامته الصباحية المعتادة
وتحيته اللبقة
يخرج من غرفة المك آب حاتم
_بسمة تأخرت على غير عادتها وموعد
البرنامج على وشك الأوان.
ضحكة ساخرة من إحداهن ..
_الحق على المخرج مدللها زيادة..
يكتم ضحكتها صوت رخيم قادم من الباب
وصوت خطواته السريعة تصدح على
خشبة المسرح
_جاهزون باقي خمسة عشر دقيقة
ونكون على الهواء,بسمة,بسمة
ترد عليه صاحبة الضحكة, ولازالت على
وجهها ترتسم علائم الشماتة والغيرة
_لم تأتي بعد يا أستاذ يبدو أن السهرة
كانت طويلة وسرقها النوم.
يرمقها المخرج بنظرة حادة تجعلها تعود
خطوتين متسارعتين للوراء
ينزوي إلى طرف النافذة بسرعتة المعتادة
ويخرج الجوال من جيبه الأيسر
_بسمة لا تجيب والعمل!!!؟؟؟
بقي عشر دقائق لموعد البث,
وهذه الحلقة الأولى لبرنامج بسمة.
يعاود الإتصال ...
_آه كارثة الأسطوانة ,, هذا الرقم مغلق
أوخارج نطاق التغطية يمكنك ترك رسالة
بعد سماع الصافرة,,
هذه المرة يرتفع صوت المخرج
بعصبيته المعتادة
وهو يخطو نحو الخارج
_بسمة بسمة أين أنت؟؟؟...
يسدل الستار ينتهي عرض الفصل الأول
......................
المشهد الثاني
,,,يرفع الستار,,,
فوضى تعم الغرفة جميع الملابس مرمية
على السرير , أبواب الخزانة مفتوحة
وقميص وردي على قوام بسمة تحبك
أزراره أناملها الرقيقة أمام المرآة
تدخل من باب الغرفة سيدة تحمل جوال
_بسمة حبيبتي ألم تنته بعد المخرج يتصل
ويبدو أنك تأخرت على موعد العرض
_بسمة تضحك بجلجلة آه ياماما كم مرة
أخبرتك إسمه بث وليس عرض
_الأم : بث,عرض, المهم أني سأراك مباشر
على التلفزيون كم حلمت بهذا اليوم.
وهزت برأسها باسمة تكمل حديثها
_ومتى سأراك عروس يا حلوتي؟؟؟...
بسمة وهي تقفز قفزة خفيفة وتصفق
بأيديها الناعمة
_قريباً ماما سيحضر أهل حاتم لخطبتي
نحن رتبنا كل شيء تقريباً ولم يبقى إلا أن
تبارك دعواتك الطاهرة زفافنا.
الأم : ندراً علي لن يحيك ثوب زفافك
غيري وهل أطول هذا يوم المنى أن أراك
عروس قبل أن أرحل.
بسمة وهي تعانق أمها ,
_أطال الله بعمرك يا أمي سيكون يا أحلا
وأحن وأطيب ماما في الكون وسيكون
هذا أخر عمل لك ها أنا كبرت وسأصبح
إعلامية كبيرة سترتاحين يا أمي من عناء
الخياطة وتعبها لقد تعبت بمافيه الكفاية
بتربيتي وتعليمي بعد بابا الله يرحمه وقد
أن الأوان أن أرد المعروف.
الأم وهي تلفظ تنهيدة طويلة .
_لا أريد غير سعادتك ياابنتي أنت وحاتم
أسرعي الأن كي لا يغضب المخرج هذه
فرصتك الأولى وعليك أن تثبتي وجودك.
بسمة وهي ترتدي حذائها الأبيض الأنيق
_ لا تخافي ماما لن أتأخر إتصل حاتم وهو
قادم ليأخذني بسيارته كي لا أتاخر
بالمواصلات
الأم : ألن تضعي قليلاً من المكياج على
وجهك هل ستكوني بهذا الشكل على
التلفزيون
بسمة وهي تضحك .
_ماما هل نسيتي هذا عمل حاتم المك آب
رغم أنه يراني أجمل من دون مكياج لكن
الكمرات والعمل معها يتطلب ذلك سيقوم
هو باللازم لا تقلقي.
الأم وهي تنظر من النافذة.
آه هاهو حاتم وصل أسرعي أسرعي قبل
أن يفوتك العرض.
بسمة وهي تغادر مسرعة ضاحكة بصوت
عالي.
_بث ماما وليس عرض بااااي.....
تغلق الأم الباب الذي تركته بسمه مفتوح
وهي تغادر مسرعة وتتمتم بتنهيدة
طويلة.
_قد كبرت ياصغيرتي...
يسدل الستار ينتهي عرض الفصل الثاني
.................
الفصل الثالث والأخير..
المشهد الثالث :
,,,يرفع الستار,,,
تساؤلات وهمسات تعم الإستديو البعض
مضطرب والبعض يبتسم والبعض صامت
وعلى وجهه تعابير القلق
يعاود المخرج دخوله وفي يده الجوال
_بقي خمس دقائق للبث ولم تأتي بسمة
علينا إيجاد البديل مباشرة أو الإعتذار عن
البرنامج , جهزو البث سيقوم أحدكم
بتقديم الإعتذار عن تأجيل موعد الحلقة
,مونتير, جهز فاصل إعلاني مباشر بعد
تقديم الإعتذار.
بدأت الفوضى تتغلغل للإستديو والجميع
يتسائل عن ماذا سيؤول له حال بسمة لو
الغي البرنامج
همس أحدهم للأخر هذا حلمها مذ كانت
طالبة في كلية الإعلام لقد كانت من
المجدين والجادين على نفسها.
رد الأخر : وأين حاتم ألم يذهب
لإحضارها؟؟؟..
وهنا كانت أذن النميمة تنصت لحديثهم
فتدخلت بالحديث تلك الغيورة وعلى
وجهها ترتسم علامات الشماتة
_من المؤكد أنه تم عقد جلسة غرام بينهم
الأن ولاوقت لديهم للبرامج ههههههههه.
قطع ضحكتها صوت المونتير.
أستاذ..أستاذ هاهي سيارة حاتم تدخل
المبنى أكيد وصلت بسمة فقد ذهب حاتم
بنفسه لإحضارها.
تنفس المخرج الصعداء وبدأت معالم
الراحة تظهر على وجهه
المخرج : إضاءة جاهز؟؟؟.. سلطو الأضواء
على باب الاستديو سيبدأ تصوير البث من
لحظة دخولها ; كمرات جاهز؟؟؟..
ثلاثة..إثنان..واحد..أكشن.. إبدأ البث
عم الهدوء المكان الكمرات تعمل الإضاءة
متجهة نحو مدخل الإستديو هناك صوت
وقع أقدام ثقلية , يظهر ظل أحد ما قادم
ببطئ شديد, إتضحت الرؤية
, إنه حاتم,
تسمرت الوجوه المخرج في حال هستريه
ينظر بعينين جاحظتين ويحاور نفسه ;
ماالعمل نحن على الهواء مباشر أين أين
بسمة!!!؟؟؟..
تقدم حاتم ببطئ شديد وكأنه يسوق
أقدامه عنوه الإضاءة تتابعه ,
جلس حاتم على كرسي بسمة والجميع قد
شلت حركته المفاجئة وحبست أنفاسه
الحيرة
يرفع حاتم عينيه بإتجاه الكمرا
ويبدأ ,,
_نحن معكم على الهواء مباشرة في
برنامج ,دقائق على الهواء, لنصل إليكم
أسرع ونكون ماثلين أمامكم ببث حي
مقدمة البرنامج بسمة تنقل إبتسامتها
للعالم أجمع فقد كان القدر أسرع
من بثنا إليكم,
لقد غادرت بسمة وهي تبتسم للموت
جراء قذيفة عمياء
أصابتها وفق خروجها من المنزل
هكذا الحرب قتلت آلاف البسمات
ولم تترك لنا سوى قهر ودمعة وحسرة
إنخفض رأس حاتم مجهشاً بالبكاء
صوت المخرج يصرخ ستوب ستوب
أوقف البث.
وأسدل الستار...........
...ميس الريم حداد...