قصيدة ( انتظار يملؤه الأمل ) بقلم الشاعر : ياسر محمد الناصر

"    انـتـظـارٌ يـمـلـؤُهُ الأمـل  "


شـهرانِ لـم أرَها والعينُ  تـبكيـهـا

والقلبُ ولهانُ والأنفاسُ تـحويـهـا

شهرانِ غابت عن العينينِ واحترَبَت

تَيَبَّـسَ الـرِّيقُ حتى جَـفَّ ما فـيـهـا

أوانُ موعدُنا قد جـاءَ في  سَـعَـدٍ

والدَّربُ قد زرعَ الأزهـارَ يُـسـقـيـهـا 

أطالعُ  الـبـدرَ والأحلامُ  تـأخـذُنـي

يـالـيت لي صـبـرَ أقـوامٍ  ورائـيـهـا

شهرانِ بـل سنتانِ العـينُ ترقـبُـهـا

لا ردَّ  لا صـفـوَ  لا أحـلامَ  تـدنـيـهـا

إنِّـي لـهـا نـاسِـكٌ بَـعـدَ الإلَـهِ ، أنـا

أبقى أُصَلِّي على مِحرابِ عَـيـنَـيـهـا

فـلو تَـعودُ لَـصُمـتُ العُمرَ أجـمَـعَـهُ

وجِـئتُـهـا الليلَ كُحـلاً في مَـآقِـيـهـا

غابَت عن العينِ ،هاقد ماتَ نَرجِسُها

ضاعَت سعادُ التي بالروحِ أشـريهـا

هَـمٌ يـطـُوِّقُ بي في كِـلِّ نـاحِـيـةٍ

تَـشيخُ ذاكِرتي والآمالُ تُـحـيـيـهـا

قَالَتْ وَداعاً وَلَيتَ القَلبَ مُنقَـطِعٌ

قَد مَـسَّـهُ مَـرَضٌ فـي عُمقِهِ تِـيـهـا

مَشتْ الى دَارِها وَالقولُ يجرَحنِي

تَـكَسَّرَ الـظِـلُّ حُزنـاً في نـواحـيـهـا

لاتنكِري فِي الهوَى حُـبَّـاً وأفـئِـدَةً

من نبضِهِ نَسماتُ الفجرِ يُـزجـيـهـا

لاتنكري قـلـمـاً  لـو مــاتَ كـاتِـبُـهُ

تبقى لـهُ ورَقـاتُ الـشِـعرِ تَـرويـهـا

أنَـا الـمُـتَـيَّـمُ يَـاأحلام بــارِقَـتِــي

قَلبِي يموتُ إذاما الدربُّ يُـثـنـيـهـا

وَرَاحَ قَلبِي يلمُّ الـجُرحَ فِي خَجَلٍ

 تـقُـدُّ خَـيـبـاتَـهُ عـمـداً صَـيـاصـيـهـا

واستَصرخت نَسمةٌ في الروحِ ساكِنةٌ

فقد شَكَت هجرَ مَن باتت تُـنـائـيـهـا

وأمسكت طيفَها في العينِ مُطبِقَـةً

لا بَـيـنَ ، لا دَربَ يُـلـقـيـهـا ويُـدنِـيـهـا

وانـصاعَ قلبي على آثارِها هَوسَاً

كَـأنَّـهـا جِـنَّـةٌ في القـلـبِ  تَـرثِـيـهـا

آهٍ مـنَ القلبِ كم شوقٍ وكم أسَفٍ

في الحبِّ لاقى،فلايرضى يُـنـاسيها

لـم  تـدرِ أَنِّـي على أبـوابِـهـا  وَلِـهٌ

أَأطرقُ البابَ وقُربَ البابِ حاديها ؟

أنـا وذاكَ الهوى والـروحُ تُوحِشُها

مِثلُ العناكِـبِ  بيتي دونَ أيـديـهـا

شَكَت دواخِلُ روحي كلَّ هاجِسَةٍ

لم يَبقَ مِـن تَرَحِ الأيَّـام يـكـفِـيـهـا

ستُشرِقُ الشمسُ من أطرافِ وجنَتِها

ويُكحَـلُ الليلُ من أهداب عَـينـيهـا

يُكَفكِفُ الزهرُ عن وجناتِها خَجِلاً

والـيـاسمينةُ ماتت غيظَ ما فـيـهـا

شهرانِ لم تـفـتأِ الأشعارُ تَـنـدُبُـهـا

فـلا جوابَ لها يُـمـلَـى ويُـمـلـيـهـا

الصمتُ في لغةِ العشاقِ قافيةٌ

والـبوحُ في قـلَـمِي ما عادَ يُـؤتِـيـهـا

سُتُّونَ يوماً فلا نومي يُطاوعني

ولا فُـتـاتَ رؤىً تـأتـي  لِـهـامِـيـهـا

ماذا أقولُ؟ ونـوحُ الآهِ يندُبُني

وطيفُ غـالـيـتي مـا عـادَ يُـنـفـيـهـا

أسابقُ الزَّمنَ الآتـي وأغـلـبُــهُ

وأدحَضُ البُعدَ كي أشتاقَ ماضِـيـهـا


...ياسر محمد الناصر...

تم عمل هذا الموقع بواسطة