قصة قصيرة ( البذرة المباركة ) بقلم الهاوية : دعاء السهول

البذرة المباركة ..👇


في فصل الخريف في مدينة من جنوب فرنسا كانت تعيش أسرة صغيرة تتكون

 أساسا من زوجين الزوج إسمه ألفريدو

  والزوجة إيزابيل ، كانا طيبي القلب و معروفين بالجود والكرم ويساعدان الفقراء

 والمحتاجين ومنخرطين في جمعيات محاربة الأمية والبطالة والتهميش، كانا ذا

 سلطة    كبيرة ومال كثير ويقطنان في فيلا فخمة وكبيرة بغرفها المتعددة

 والواسعة وحديقة غناء محيطة بها مزينة بالزهور والنباتات والأشجار المتنوعة من

 عنب وتفاح وبرتقال وتوت ورمان وغيرها من الفواكه الشهية، ويملكان أيضا إسطبلا

 للخيول المعروفة بقيمتها الثمينة، ولكن رغم امتلاكهما  لهذه النعم الوفيرة إلا أنهما

 حرما من نعمة الأطفال لان زوجته  كانت عقيما  .ضب فصل الخريف أغراضه

 وهاهي أشعة شمس الصيف تتراقص فوق  الأفق  ، في صباح يوم جميل ومشمس

 ذهب ألفريدو للمعمل لتفقد الأشغال والعمال هناك كان لديه معمل لتصبير

 الفواكه  ،وعند تفقده سقطت عيناه على عامل عجوز تظهر عليه أعراض المرض

 فسأله: مالي أراك مصفرا وشاحب الوجه؟؟رد عليه بصوت خافت ومتعب أنا 

يا سيدي مصاب بسرطان الرئة منذ سنين بسبب إدماني على التدخين من أيام

 شبابي. وها أنا ذا أدفع ثمن أخطائي،

 وأظن أنني على مَقْرُبَةٍ من موتي لأني فقير وليس في استطاعتي دفع تكلفة العملية فهي باهظة الثمن على أمثالي من الكادحين. تأثر ألفريدو بكلامه وحزن على ما أصابه فساعده ودفع له تكلفة العملية التي كللت بالنجاح فشفي العجوز وفرح كثيرا؛ قبل جبينه بعد جهد طويل  وأراد شكره بطريقته الخاصة فقدم له صندوقا ذهبيا توجد بداخله بذرة لامعة وغريبة الشكل قال له إنها بذرة عجيبة.لم يسبق لها مثيل و تجلب الحظ لصاحبها إن اعتنى  بها جيدا وإن كان صاحبها طيبا وكريما وسليم القلب من الحقد والبغض هكذا اوصاني احد اصدقائي الهنود ممن اهداني إياها، وأنا لن أجد أحسن منك للإعتناء بها أرجو منك أن تقبل مني هديتي البسيطة. أخذها وعاد بها للمنزل وحدث زوجته عنها فأعدا أجود أنواع التربة لها وسقياها واعتنيا بها جيدا حتى أثمرت و أعطت فاكهة ملونة مغايرة لكل ما تعود عليه من فواكه وقدم أولى ثمارها لزوجته وتناولتها وأحست بمذاق غريب كانها تاكل عدة فواكه دفعة واحدة .

  بعد أسبوع بدأت تحس بالدوار والقيء.. شك زوجها أنها أصيبت بتسمم بسبب تلك الفاكهة فهرول بها إلى الطبيب ليفحصها وبعد الفحص صدما بما سمعاه أن زوجته حبلى غمرتهما سعادة لا توصف وتبادلا العناق والفرحة والدموع تُذْرَفُ بغزارة،بعد انتهاء مدة الحمل أُنْجِبَتْ طفلة صغيرة فاتنة الجمال شعرها أسود كالليل  ينزلق من الأصابع لشدة نعومته  وبشرتها ناصعة البياض ملمسها كالحرير وثغرها الصغير أحمر كلون الكرز وعينيها خضراوتان كلون الطبيعة وابتسامتها المشرقة تبعد الحزن والهم وتبعث في النفس الطمأنينة والسكينة ؛وعند حلول وقت تسميتها أخذاها للعجوز  الذي  كان السبب بعد الله لمجيئها للحياة فهمس لها بصوت منخفظ قرب أذنيها أنت بذرة مباركة .هكذا اتفق الابوان على تسميتها كما همس لها العجوز .

  فعاش الثلاثة حياة  سعيدة وهنيئة فكانت حقا بذرتهم مباركة.




بقلم  دعاء السهول.

تم عمل هذا الموقع بواسطة