الوجه الآخر للنهار
يتفحصه نهاري المتردد الفهم .
حين أراجع سحنته الجديدة وأنا
نابت الماضي على تضاريس
حكاياته الفحمية .
تتملكني أسئلة الغموض الدامسة .
في آخر لحظة تنجيمية اختلطت
علي شوارع الوضوح وهي تتشابك
على جبهته وعينيه في شكل
حيات تلسع الفضول الرمادي .
هكذا بقي الرجل النحيف على
عمود الإحمرار يناطح طلاسم
الذوات المهشمة .
بقي متفرد العيون الضالعة في
الكي . ينحت الشعور المتوجس .
يتخافت على جريرة الحزن
بنبإ التنجيم .
تلاشت حجب الشوارع المتشاكسة
فلم يتبقى على جبهته المتجعدة
سوى شارعي المتهالك السنين .
كان الرجل على إشارات الشارع
العميق بملئ لغته المقضومة .
يدنس الأرقام . يشعل النواقيس
والأجراس . يتلف الحقول .
تراجعت نحو أشواكي المكدسة .
أتدافع بصمت عصفور مغرر
بتغريداته الشجية .
كنت مصطبرا على فوهات الشارع
المبركن . أتحامل على غبار
السكوت بغباوة المنتفض القلب .
لكنه والشارع المتبقي .
تغامزا على أنفاسي بفجائية
المقامع من خلال قناع .
تلاشيت في . تناثرت من عاصفة
حادة اللحظة . أين وجدتني على
مسافة طلاسم . أردد مع نفسي .
كيف لرجل مثله أن يصفي
نهارا على أنقاذ شوارع
حسبتها ملاذا للبقاء .
محمد محجوبي / الجزائر