( قصة قصيرة : حرية ) الأديب القاص : الأزهري العبيدي

حريّة

خرج من عند الشُرَطِ .. ورزمة 

وثائقه بين يديه ..

لم تُقض له حاجة ..

كان يهتم لهويته .. ينتظر ان 

يكون على قيد انتمائه ...

مشى خطوات ثقيلة الوطء .. 

واحس بتشقق يصيب 

جدار وعيه وينغرز عميقا فيه.. 

محدثا قرقعة تقطّب لها 

جبينه واربدّ وجهه ..

استند الى جدار .. وحسيس 

محموم من الاسئلة يلقيها 

على نفسه فتمعن في حصاره .. 

وتتخلل بين شقوق وعيه :




- هل يولد الانسان وحشا 

ام يتوحش في الطريق ؟ 

كيف يراني ذو البزّة ؟ 

نظير له ام دابة ارض تُعامل

 بالمخرز والعصا ؟؟

ارتفع نصف فمه الى اعلى 

وجهه في ابتسامة اشبه 

بشلل خفيف ثم قال :

- ما اغباني .. اني كمن يسأل 

الحجر لِمَ انت اصم ..

نظر مليا في رزمة وثائقه ، ثم 

نثرها للريح تذروها وتحملها 

بين الفجاج ..

وقر عنده ان الانتماء هو ان 

لا تنتمي الا لملابسك 

وحذائك وغرائزك ..

نفض يديه ثم تنفس عميقا 

ومضى بخطى اقرب للقفز ..

_____ الازهر عبيدي ______

تم عمل هذا الموقع بواسطة