( قصيدة : ألوان البحر والمساء ) الشاعر : هشام إبراهيم

ألوان البحر والمساء... 


أميرتي الغائبة

أميرة الأزرق والكناريا والزيتون

فيروزية العينين... 

يافتنتي

وأيقونة الفرح الوحيدة

وأنت غائبة عن أفق أيامي

لا شيء يزهر

فقدت الحياة معانيها

لا أمطار... لا أشعار

لا بلابل.... لا عنادل ...

يارب أين هو النسيان إذن...؟؟!!! 

حين تعود كل التفاصيل في لحظة

وكأنني خارج الزمن

وكيف قصة الأمس

تفاحة اقتسمناها معا

غدت أغنيات

وحكايا بوح وشجن وذكريات

يرويها العشاق...

هاهو موكب الشتاء الرابع يا أميرة

منذ جرفنا سيل الفقد

وإعصار الأفول

يعاود الظهور

وسط زحام السحب الهائمة

والمساءات الغائمة....


ألهمتني هذي الطقوس يوما

أنشودة عزفناها معا

حين شفنا الشوق ولفنا الحنين... 

تناسيت الآن يافتنتي

من الجاني ومن الآخر الكسير... 

كيف أقنعتني رياح الافتراق العاتية

وأعاصير الانتظار القاسية

أن ثمة كلمة

هي جلد الانسان

هي مسكنه وجدرانه الأربعة

وهي سفينة نوح

حين تأوينا وتحمينا من الطوفان...

غدا ألوّن أشرعتي بألوان البحر والمساء

قرصانا على ذؤابات السفن

وارتطام الأمواج الثائرة...

أغمض عيني وأنا في عرض البحر

علي وجهك الغائب الحزين...

أتشبث بالشراع

سندبادا يرنو اليك كل غروب

تضربه الأشواق وتباعد المسافات 

وأوجاع أخرى 

في رحلة المستحيل...

تم عمل هذا الموقع بواسطة