ثمن الولاء....
عاش خليل مع أسرته ، حيث كان الوالد قد تزوج مرتين ،
و كان خليل من زوجته الثانية و هي الزوجة الأخيرة التي سيرحل بعد زواجه منها
بعد أن ينجب منها فقط هذا الإبن الذي كان هو الولد الوحيد لها ،
بعد ثلاث أبناء و بنت وحيدة ، عاش خليل بعد وفاة والده حياة القهر و الظلم ،
خاصة في مرحلة الطفولة ، الشيء الذي سيدفعه منذ حداثة سنه
أن يعيش حياة المرارة من أشقائه و زوجة أبيه ـ
فكان ما يخفف عنه عندما يعود إلى المنزل
فتمنحه والدته الحضن الدافئ ، فقرر إضافة إلى الدراسة و التحصيل
الأكاديمي
أن يشتغل بياعا للأكياس البلاستيكية
و أن يساعد الناس في حمل الأغراض فقط لأنه يريد أن يحقق
إستقلال مالي و يساعد والدته
و يقدم له جزء من مدخراته ، فيما يحتفظ بالباقي
أمانة عند والدته من أجل شراء
ملابسه و كذا الكتب و الدفاتر و اللوازم المدرسية ، يكمل الدراسة بتفوق ،
و كان يطمح كباقي أقرانه أن يجتاز المباريات و هو الحاصل على الإجازة
في القانون بتقدير مشرف ، لكن كان هناك في إنتظاره كباقي الشباب
طوابير من حملة الشواهد المعطلين ، لكنه بعد مدة سيجد عمل
بشركة للدعاية العمل مقابل عمولة بنسبة مئوية و نظرا لاجتهاده في العمل
سيتحرر من العمولة و سيبدأ في الحصول على راتب زهيد ،
و هذا العمل كان يتطلب القيام في الصباح الباكر و هو الأمر الذي كان غير
ميسر في كثير من الأحيان فكان شريطة إيقاظه في الصباح الباكر
مع تناول وجبة الإفطار أن يتنازل على نصف ما يتقضاه لفائدة زوجة أبيه
في حين يبقى له الربع فيقدم الربع لوالدته و يحتفظ فقط بالربع
و رغم ذلك زوجة الأب زادت من المضايقات و أن نسبتها من الراتب يجب
أن ترتفع و لكن هنا سيرفض ، فيبدأ في التوجه إلى العمل متأخر ،
و بعده سيتم رفضه من العمل ، هنا سيكون أخ له قد إفتتح مشروعا
و سيطلب من خليل أن يساعده في العمل ، ظنا منه أن العمل مع أخيه
و إن لم يكن شقيقه فهو سيكون خير من الغريب و قد وعده أن يطلب
منه أي مبلغ فسيكون حاضرا في الحين و لكن عند أول مبلغ طلبه منه
على سبيل القرض قدمه له و كأنه يذله به ، هنا دخل الشيطان بينهما ،
طالما أنه لا يسلمه راتب و إن قدم له مبلغا من المال يقدمه له
و كأنه يشحذ هنا بدأ في إختلاس المبلغ الذي يريده في غفلة من
أخيه و هو يدخر من هذا المبلغ حتى إستطاع إنشاء مشروع خاص به
و هو عبارة عن مكتب متعدد الخدمات و بدأ فب كل عملية يقوم
بها المكتب يرد ل×يه جزء من المبلغ المتخلس و لكن لا يخبره أن
الملبغ سبق و إختلاسه فبثمن الولاء الذي لم يكن سواء إختلاسا
أنشأ خليله مكتبه و لم يرتاح حتى سلم لأخيه كافة المبالغ المختلسة دون أن يدري .
بقلم: بركات أوهاب