( من فن المسرح : مسرحية : حكاية مريم ) الأديبة : ميس الريم حداد

حكاية مريم.......( نص مسرح )


الصالة ممتلئةوضجيج الجمهور

يعم المكان يشارك أضواء القاعة

لازال الستار مغلقاً 

من خلف الكواليس تجهز مريم نفسها

قليلاً ويبدأ العرض....

تتقدم نحو المنصة وصوت دقات قلبها أقوى من وقع قدميها على خشبة المسرح

تنطفئ أضواء الصالة يعم الهدوء المكان وترفع الستار

الأضاءة تشير إلى مريم جالسة على ركبتيها يديها مغلولة لبعضها البعض

تخفي فيهم نصف وجهها وبصوت يصارع ارتجافه حزنها الدفين

مريم : لقد قتلوك يا أبتي ما عساي أن أفعل دونك كيف أكمل المسير على دروب ملؤها بشوكهم المسموم

وبقذاراتهم الملعونة

ليتك أخذتني معك ليتني كنت أنا وما كنت أنت.

الباب يقرع بشدة وصوت الأقدام على السلم يصنع ضجة تكاد تهد درجاته

هبت مريم والخوف يأكل مسيرها

والفزع يحتل ملامحها

فتح الباب على مصرعيه

هاهم بزيهم الاسود وبأقنعتهم التي بالكاد تريك عيونهم الشيطانيه

يعبرون الباب بعد تهشيمه يتقدمهم

عملاق بشري بحلة سوداء تتبعة مجموعة جرذان بشرية

العملاق الأسود : أين المذكرات يافتاة أين الأوراق والمراجع 

مريم : لا أعلم لا أعلم

يمتد السوط من يد العملاق الأسود بقسوة لينهال على جسد مريم

بينما باقي الجرذان يقلب المنزل 

رأس على عقب

وصوت العملاق يزأر قولي ما أسمائهم هيا قولي

أحدهم: سيدي وجدت هذا

العملاق الأسود : ماهذا أقرأ ياغلام

سيدي نيلسون مانديلا..مالكوم أكس..

مارتن لوثر..مهاتما غاندي..وأخيراً جودت سعيد

العملاق الأسود: أين هم يافتاة هيا أعترفي أين هم هؤلاء 

وفجأة وكأن الزعر أختفى من قلب مريم نهضت من حيث ألقى بها سوط العملاق الأسود على الأرض

مريم : ألا تعلم أين هم; هم هناك حيث لا أعلام سود حيث لا لافتات كاذبة حيث لاظلمة أقبية ولا سياط جلاد متقنع ولاشيطان يدعي النبوة

حيث الشريعة الحق لا تغيرها مأرب

حيث يحملون رسائل السلام لصاحب السلام

العملاق الأسود : تباً لك يافتاة ألا تعلمي من نحن

مريم : أعلم ماقاله أبي يوماً

هم للشيطان حلفاء

لا دين لهم ولا أنبياء

فمن أتاهم بالوحي هؤلاء

فلا كتاب يحث على إرهاق الدماء

ولا شريعة نصت بقتل الأبرياء

ويعاود السوط لسعة على جسد مريم

العملاق الأسود: هاتوها وإلى حيث

أبيها واروها

تعصب عينا مريم بالعلم الأسود

يسدل الستار

تضاء الأضواء لا تصفيق للجمهور

لازال الصمت يخيم على الصالة

#ميس_الريم_حداد

تم عمل هذا الموقع بواسطة