لن أفتح أزرارَ جسدكِ
حتى أختبئ في العُروة الأخيرة
هناك سَيكون نزيفي الأبدي
أرتجفُ كثوْب الريح
وينهمرُ شلاّل الصّوت
حين يرغي
الزَّبد
على وجه الغمر
تدفقُ لهاثكِ
يغريني أكثر
من نُزول المطر
على ذروة العطش
كيف تُدخلِين خيط الصباح
في ثقب إبرة المسَاء؟!
وأنتِ تضحكين
فوق سجادة صلاة
وأنتِ تكتبين القصائد
بحرفين
والحرف الثالث
راء الحرب
منجلٌ يحصد حقول الحروف
وأنتِ تحكين للشتاء
القصصَ الدافئة
عن الثلوج فوق قِمم العُزلة
وأنتِ تحلمين
كربيع بغداد
الموئد
وتحيضين كربيعٍ أوربي
من غير حدود
ويخطفونكِ كأوروبا
هناك تركبين قاربك
ولا تعُودين
أضعتُ الدُّروب في عينيك
وأنا أبحث
عنكِ
في اللغات الغيبيّة تُقنعني
أكثر من لغات الأرقام القياسية
في موسوعة " غينس"
أو صحف الأخبَار العاجلة
في شوارع المدن بأكملها
وبرُودة حرارة دمنا الطائفي
أمام ظهُور كل خبر
كيف ترفعِي سكرات لموتٍ هنا
وتخفضي سكرات لموتٍ هناك
عن بائعٍ متجوّل بين المدن
يَبيع الورد
ويشتري حديقةً صغيرة
يا حبيبتي
كغزالةٍ برٌِية
في لحظاتها الصٌَبيَّةِ
كزهرِ اللَّوزِ
كالمسيحِ
أزيحِي الضِّيق عن المضِيق
الذي يأخذني إلى رحِمك
سأرجعُ إليه
وأعَاود الخرُوج
بعد السُّقوط الثاني
بعد الكأسِ الثاني
بعد تغاريدِ العصافير
في اليوم الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجاد الحجي العراق بابل
9/1/2020