🌾حيث أنا 🌾
ويطل زمن الصبا من ذاكرتي
مواسم الحب لا تغيب
قطرات الزهر تندي الأمكنة
قهقهات الصغار نسائم الضياء
هناك في ذاك البيت الكبير
في حارتنا البيضاء
أهزوجة حلم التمني
كل المرايا تعكس الرضا
أخبروني عن الإنسانية
عن زمن ولى ومضا
عن بريق ماء عيون الأمهات
كل الأمهات أمهاتنا
مواقد جارتنا
صحون دافئة
أكواب الشاي تقرع
على صوت ضحكات الكبار
لاشيء...لاشيء يذكر
شاب شعر الحارة
والحلة بديلة اللغة
كل الحيطان باتت باردة
عيون الذكرى في زمن الأنس شاردة
إبريق الشاي بموعد مسبق
وكعك أمي (كيكس وطني)
ورغيف جارتنا أوان من فضة
حدثوني عن زمن ولى و مضى
عن الحب
عن أيام الرضى
أخبروني عن فرن الحي العتيق
عن عمي الحسن ووجه البشوش
والعرق المتصبب من جبينه
عن مقالبنا ونحن نغرس أصابعنا الصغيرة
في الخبز المخمر
عن ضحكاتنا وهو يرمينا بأعواد صغيرة من الحطب
عن ضيعة جدتي التي اغتالتها تراكمات الأسمن والإسفلت
عن أبقارها ولبنها
عن حقول القمح والسنابل
عن فرس جدي وحبات السكر
البئر الفائض ماء زلال طريق معبدة
أشجار اللوز والتين والتوت عمارات شاهقات
وأنا كلي شوق لشمس صباح
تداعب خصلات شعري الذهبية
يئن الحرف من محبرتي عن زمن لم يتبقى منه
إلا الحنين وقطرات دمع وبعض بكاء.
🌾بقلم حليمة المرابط🌾