(كان كونها.. وكانت شمسه)
كَـان كــونٌ ذاتَ يـــَـوم
أيّها الكونُ اتّسع...
واتّسع أكثر فأكثر
اتسع حتّى يكونَ الاتّساعُ هو التّلاشي
فقد آنَ الأوانُ
لأن تفيق إلى المصيرْ..
فالشّمس توشك أن تعود لخِدْرها
وأُفُولها يعني الفناءَ
فلا حياةَ بلا ضياءْ..
أيّها الكون استجِبْ..
طرَباً تَرَاقصْ للفَناءْ
فَرَحاً إذا اندثر الرّجاء
أوقفْ حروبك بل حروفك هكذا جاء النّداءْ
أوقفْ حياتك لا تقل...
عندي شعورٌ.. أو وفاءْ
أوقف سيرَ شمسكَ
نبضَ قلبكَ
لا تفرحْ.. ولا تحزنْ
إنّما أنتَ جمادُ
ولا شعورَ... في جمادْ
أيّها الكون..
هكذا أنتَ عند النّاس يا كلّ العجائبْ
لا أرى حسّـاًً يكونْ
فرِحاً بموتٍ قد دنا
عن طيب نفسٍ أو سرورْ
أيّها الكون المعذّب
مهما تطاولتَ شموخاً
وتماهيْتَ اتّساعاً...
بغير شمسك لن تكونْ
لا حياة ولا حِرَاك
وسوف يطويك السّكونْ
هذه الشّمس الّتي تبدو كقُرصٍ في السّماءْ..
سِرُّ رُوحكَ
سِرُّ نبضكَ
هي للكون الحياة..
أيها الكونْ ...
قد دنا وقتُ الفناءْ
الشّمس تمنعُكَ الضّياءْ
لا دفءَ ... لا عيشاً يكون بلا ضياء
أيّها الكون تهيّأ...
انزع سلاحك..
أَوْقِفْ حروفك
لا نبض بعد اليوم..
آخرُ الأنفاس تَلْفِظُها هناك
عند قرص الشّمس تنتظر الهلاك
أيّها الكون تجمّلْ
أراك الآن مضطّرب الجِنانْ
فلا بوح لديك...
ولا كِتمان.
أيّها الكون تَجَمَّل
قد يقول النّاس يوماً
كان كونٌ ذات يومٍ
قَتَلَتْهُ الشّمس
ظُلماً
د.وصفي تيلخ