قصيدة ( أهرب من صراخي ) بقلم الشاعر : سجاد الحجي

أهرب من صراخي....


مِثل حَبّة عِنب

كَان الحديثُ شاقًّا 

كَان شيئٌ كَأنّه الشَّاطِئ

وكَأنَّني السِّنين الطَّفيفَة المُلقاةُ مِن عُلوٍ

كَأنني الرِّياحُ التي تدفعُ الزَّوارِق

 إِلى نِهايةِ البَرد 

إِلى وُجودٍ كَأنّه شِفاهُ النِّساء 

كَأنّها الحَياةُ البَعِيدة هُناك تَحت اللَّعبِ

ثم أَضْحك

لِأنَّ جُزءً مِنْ الأَحْلامِ فَارغٌ مَيتٌ

هَكذا أنَا حِين يَتقدمُ بِي العُمرُ 

وَحِين أنامُ لِسنينَ مِنَ العَطشِ

سِنين مِنَ الجُلوسِ أمامَ النَّوافذِ

أَمامَ مَا أسْتنشقُهُ بِصعوبةٍ

ثُمّ أتنفسُ الخُذلَان  

اللٌَحظةُ المَتروكَةُ وَراءَ يَدِي

أَن لَا أَكُون

أَن يُشَاهدنِي المُقاتِلونَ هَدفاً ورديًّا

فَيضحكُون

يَبتسِمُون كثيراً بَعد الاسْتسلَام

لِبَريق عُيونِهم

كَأنّهم الأُمَّهات

كَأنّهم الحَياةُ مَمزُوجة بِرسَائِل الطِّين

كَأنّني هم 

اللَّحظةُ المَتروكةُ وَراء يَدِي

والخَطر الذِي تُلقيهِ الطٌُيورُ الكَبيرةُ

 فَوق القُلوبِ 

فَأهربُ مِن صُراخِي 

مِن حَديثِي الطٌَويل عَن نَوافِذ الجَنّةِ

ثُم أضحكُ كَما يفعلُ الخَالدونَ بِأعناقِهم

وَكَما تَفعلُ الشَّمسُ فِي الشِّتاء 

ومِن حَولهَا حَبّاتُ العِنب

مِن حَولهَا عُنقِي النَّادر

ثَوب الحُب الذِي أَدَّعِي بِأنّني أَعرفهُ

وأنّنِي القَادرُ عَلى الخُلود  

كَالّذِين رَجَعُوا صَامِتين

يَنظرُونَ فَقط إِلى السَّماء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سجاد الحجي العراق بابل

1/9/2020

تم عمل هذا الموقع بواسطة